الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }

{ ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } الفساد ضدّ الصّلاح وهو فى كلّ شيءٍ ان يكون على ما يقتضيه طبيعته، والفساد ان يكون خارجاً عمّا يقتضيه طبيعته، وقد يستعمل الفساد فى اخذ المال ظلماً وفى الجدب والمراد بظهور الفساد كثرته بحيث لم يكن من شأنه ان يكون مخفياً او غلبته على الصّلاح، او على العدل او على الرّخاء، والمراد بالبحر نفس البحر او القرى الواقعة فيها وعلى سواحلها { بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي ٱلنَّاسِ } يعنى انّ الفساد فى الارض ليس الاّ بشوم اعمال الاناسىّ فيها سواء اريد بالفساد خروج الاشياء عن المجرى الطّبيعىّ او الظّلم والجدب، قال الصّادق (ع): حيٰوة دوابّ البحر بالمطر فاذا كفّ المطر ظهر الفساد فى البرّ والبحر وذلك اذا كثرت الذّنوب والمعاصى، وقال الباقر (ع): ذلك والله حين قالت الانصار: منّا اميرٌ ومنكم اميرٌ { لِيُذِيقَهُمْ } الله او الفساد { بَعْضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ } اى جزاء بعض اعمالهم فانّ جزاء الكلّ لا يكون الاّ فى الآخرة { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } عن المعاصى.