الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ ذَلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }

{ فَأَقِمْ } اى اذا لم تكن تهدى من اضلّ الله ولم تكن تنصرهم فلا تحزن عليهم وانصرف عن الاهتمام بالخلق واقم عن الانحراف لهم { وَجْهَكَ لِلدِّينِ } اى الطّريق الى الله { حَنِيفاً } ظاهراً او خالصاً وهو حال عن الوجه، او عن المضاف اليه الوجه، او عن الدّين والمراد بالدّين هو الطّريق الى الله التّكوينىّ وهو الولاية التّكوينيّة او الطّريق الى الله التّكليفىّ وهو الولاية التّكليفيّة وقد فسّر اقامة الوجه للدّين باقامته فى الصّلٰوة جانب القبلة من غير التفاتٍ الى اليمين والشّمال وبالولاية { فِطْرَتَ ٱللَّهِ } منصوب على الاغراء او على المدح او بتقدير خذ، او مصدر لفعلٍ محذوفٍ دلّ عليه المذكور بعده، والفطرة هى الخلقة الّتى خلق النّاس بل جميع الموجودات عليها وهى الولاية السّارية فى كلّ الموجودات تكويناً المطابق لها الولاية التّكليفيّة الّتى كلّف بها جميع الاناسىّ { ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا } والتّفاسير المختلفة الّتى وردت عن المعصومين (ع) فى الآية راجعة الى ما ذكرنا { لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ } فلا تحزن على ما قالوا فى وصيّك ومنعه عن مقامه فانّه لا يقدر احدٌ على تبديل الولاية التّكوينيّة والتّكليفيّة { ذَلِكَ } المذكور من اقامة الوجه للدّين او ذلك الدّين الحنيف او الولاية التّكليفيّة هو { ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ } لا غير { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } انّ الدّين القيّم هو الولاية الّتى هى الطّريق الى الله فلذلك تمسّكوا بصورة الاسلام وتوقّفوا عليها واهتمّوا بها واعرضوا عن الولاية الّتى هى الدّين حقيقة، وصورة الاسلام ليست الاّ هداية اليها.