الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَيُحْي ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ }

{ يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ } استيناف جواب لسؤالٍ مقدّرٍ ناشٍ من السّابق { وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ } قد مضى الآية فى سورة يونس مع تفسيرها { وَيُحْيِي ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } يعنى يحيى ارض الطّبع فى العالم الكبير بانبات نباتها بتهييج العروق المكمونة والحبوب المستورة فيها، وانباتها بأنواع النّبات والاشجار وقت الرّبيع، وارض العالم الصّغير باحياء قُواها الارضيّة الدّاثرة بالحيٰوة الانسانيّة، الباقيّة بعد موتهما فى الشّتاء، وحين الصّبا وبعده الى زمان البيعة باحدى البيعتين { وَكَذَلِكَ } اى مثل اخراج الحىّ من الميّت واخراج الميّت من الحىّ واخراج النّبات من الارض بارسال الامطار عليها { تُخْرَجُونَ } فى النّفخة الثّانية او تكون فى الخروج من اوّل انعقاد نطفكم واولى موادّكم فانّه تعالى لا يزال من اوّل انعقاد النّطفة فى الرّحم يخرج آناً فآناً المكمونات الّتى تكون بالقوّة فى النّطفة الى الظّهور والفعليّة، او مثل احياء الارض باخراج نباتها وقواها المكمونة فيها تخرجون، وقرئ تخرجون مبنيّاً للمفعول ومبنيّاً للفاعل من الثّلاثىّ المجرّد، ورد عن الكاظم (ع) بياناً لوجهٍ من وجوه الآية فى قوله: { وَيُحْيِي ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } ليس يحييها بالقطر ولكن يبعث الله رجالاً فيحيون العدل فتحيى الارض لاحياء العدل ولاقامة الحدّ فيه انفع فى الارض من القطر اربعين صباحاً.