الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ }

{ لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ } اى اولياء المودّة او اولياء التصرّف { مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } قد مضى بيان معنى من دون فى اوّل البقرة عند قولهوَٱدْعُواْ شُهَدَآءَكُم } [البقرة: 23] وانّ دون بمعنى الغير ولفظة من للتّبعيض والظّرف مستقرّ حال والمعنى حال كون الكافرين بعضاً من غير المؤمنين والتّقييد به للاشعار بعلّة الحكم ولتحريك الغيرة فى المؤمنين، وقيل فى مثله اشياء اخر { وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ } اى اتّخاذ الكافرين اولياء { فَلَيْسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيْءٍ } اى ليس فى شيءٍ من النّسب والولايات حال كونها ناشئة من الله او ليس فى شيءٍ من المراتب والمعارج حال كونها بعضاً من الله لانّ الله ذو المعارج { إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ } استثناء مفرّغ من قوله: { لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } ، او من قوله: { وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ } اى الاّ لان تتّقوا، او فى ان تتّقوا، وفى الكلام التفات من الغيبة الى الخطاب { مِنْهُمْ } اى من شرّهم واضرارهم { تُقَاةً } قرئ بكسر القاف والياء المشدّدة وبفتح القاف والالف وهو مفعول مطلق او مفعول به فى معنى اسم المفعول يعنى ان خاف احد من الكافرين على نفسه او ماله او عياله او عرضه او اخوانه المؤمنين جاز له اظهار الموالاة مع الكافرين مخالفة لما فى قلبه لا انّه يجوز مولاتهم حقيقة فانّ التقيّة المشروعة المأمور بها ان تكون على خوف من معاشرك ان اطّلع على ما فى قلبك فتظهر الموافقة له بما هو خلاف ما فى قلبك ولا اختصاص لها بالكافر فانّه ذكر فى حديثٍ انّه ذكر التقيّة عند علىّ بن الحسين (ع) فقال: لو علم ابو ذرّ ما فى قلب سلمان لكفّره { وَيُحَذِّرْكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ } فلا تتجاوزوا فى موالاتهم عن موضع الرّخصة { وَإِلَىٰ ٱللَّهِ } لا الى غيره { ٱلْمَصِيرُ } فلا ينبغى الموالاة لغيره ولا الحذر من غيره الاّ باذنه.