الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ لَمَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَٰشِعِينَ للَّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَـٰتِ ٱللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلـٰئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ }

{ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } عطف باعتبار المعنى فانّه كما قيل: نزلت آية { لا يغرّنك } (الى آخرها) فى غبطة المسلمين لليهود حيث رأوهم متقلّبين متنعّمين وتوهّموا من ضعفهم انّ لهم خيراً فقال الله: { لا يغرّنكم تقلّبهم } فانّ ذلك التقلّب { متاع قليل } وله عاقبة سيّئة فكأنّه قال: انّ بعض اهل الكتاب لمن يكفر بالله ولهم جهنّم وانّ منهم { لَمَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ } من الكتاب والشّريعة { وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ } من كتابيهم وشرائعهم { خَاشِعِينَ لِلَّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً } مثل الكفّار منهم ومثل منافقى امّة محمّدٍ (ص) فهو تعريض بالكفّار من اهل الكتاب وبالمنافقين من اهل الاسلام { أُوْلۤـٰئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ } اضافة الاجر اليهم تفخيم للاجر كأنّه لا يمكن معرفته الاّ بالاضافة اليهم { عِندَ رَبِّهِمْ } تفخيم آخر لهم وتعريض بالكفّار والمنافقين { إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } جواب لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: انّ للكفّار جزاءً بقدر استحقاقهم وبحسب اعمالهم وللمؤمنين جزاء بقدر استعدادهم وأعمالهم، والنّفوس البشريّة غير متناهية فكيف يحاسب تلك النّفوس واعمالها وجزاءها؟ - فقال: انّ الله سريع الحساب لانّه لا يشغله حسابٌ عن حسابٍ ولا يشذّ عن عمله شيءٌ ولا يغيب عنه شيءٌ فيحاسب الكلّ دفعة واحدةً فى طرفة عين.