الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ ٱللَّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي ٱلآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }

{ وَلاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْكُفْرِ } فى الذّهاب الى الكفر لخوفك ان يضرّوك او يضرّوا المؤمنين بتقوية الكافرين او مقاتلة المؤمنين والمراد بهم المنافقون المتخلّفون عن الجهاد { إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ } فى مقام التّعليل والمعنى لن يضرّوا اولياء الله ومظاهره فى الارض { شَيْئاً } من الضّرر على ان يكون شيئاً قائماً مقام المصدر ويجوز ان يكون بدلاً من الله نحو بدل الاشتمال بتقدير لن يضرّوا الله شيئاً منه، ويجوز ان يكون منصوباً بنزع الخافض اى بشيءٍ من الله { يُرِيدُ ٱللَّهُ } جواب لسؤالٍ مقدّرٍ او حال { أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي ٱلآخِرَةِ } وفيه تسلية للرّسول (ص) ودلالة على انّ تسرّعهم الى الكفر انّما هو بارادة الله وان لم يكن برضاه { وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } فى الدّنيا والآخرة فانّ التعبير بالجملة الاسميّة الدّالّة على الاستمرار الثّبوتىّ يدلّ على كونه ثابتاً لهم من حين التّكلّم.