الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمَّآ أَصَـٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَـٰذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

{ أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ } قد اختلف الاقوال عند اجتماع همزة الاستفهام واداة العطف وتقديم الهمزة على العاطف فقيل: انّه على التّقديم والتّأخير وانّما قدّمت الهمزة لقوّة صدارته، وقيل: انّ الهمزة فى التّقدير داخلة على محذوفٍ حذف واتّصل الهمزة بالعاطف والتّقدير هاهنا انكرتم البليّة الّتى وردت عليكم بتقصيركم فى أعمالكم ولمّا اصابتكم { مُّصِيبَةٌ } يوم احد بقتل سبعين رجلاً منكم { قَدْ أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا } فى بدر بقتل سبعين واسر سبعين { قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَـٰذَا } من اين او كيف هذا { قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ } باختياركم الفدى عن الاسارى يوم بدر وقد اخبركم الرّسول (ص) انّ الحكم فيهم القتلمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي ٱلأَرْضِ } [الأنفال: 67] فأصررتم فى الفداء دون القتل حتّى اباح الله لكم الفداء بشرط ان يقتل منكم فى العام القابل بعدد من تأخذون منه الفداء فقبلتم ذلك واخذتم الفداء عن الاسارى السّبعين { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } لمّا توهّم من نسبة المصيبة الى انفسهم انّها خارجة من قدرة الله وصار المقام مقام ان يسأل هل كان المصيبة بقدرة الله ام كانت خارجة من قدرته فقال: { انّ الله على كلّ شيءٍ قديرٌ } فيقدر على اصابتكم واصابة عدوّكم وقد يخذلكم لمصالح راجعة الى استكمال نفوسكم.