الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ فَآتَاهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ }

{ فَآتَاهُمُ ٱللَّهُ } بسبب ثباتهم على القتال والتجائهم الى الله واستغفارهم منه واستنصارهم له { ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا } من الظّفر والغنيمة و الهيبة والرّعب فى قلوب الاعداء وحسن الصّيت والرّاحة من القتال بسبب علوّ كلمتهم وتسليم عدوّهم لهم وفوق الكلّ الالتذاذ بقرب الله ومناجاته { وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ } من المراتب العالية من الجنّات العالية مثل جنّة عدنٍ وجنّة الرّضوان ونعيمها ممّا وصف وممّا لم يوصف ولم يخطر على قلب بشرٍ وانّما أتى بالحسن فى ثواب الآخرة للاشعار بانّ ثواب الآخرة ذو مراتب كثيرةٍ بعضها حسن وبعضها أحسن وآتاهم الله احسنها لانّ الحسن المضاف الى امر ذى مراتب كلّها حسن يراد به حسن الاحسن منها كأنّ الاحسن حسن بالنّسبة وغير الاحسن غير حسنٍ بالنّسبة الى الاحسن، او المراد ثواب الآخرة مطلقاً والثّواب مطلقاً حسن لكنّه اضاف الحسن الى ثواب الآخرة دون ثواب الدّنيا للاعتناء بثواب الآخرة دون ثواب الدّنيا كأنّه ليس له حسن { وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } اى يحبّهم ووضع الظّاهر موضع المضمر ايماء الى انّهم محسنون واشعاراً بعلّة المحبّة.