الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ }

{ قَدْ خَلَتْ } استئناف جواب لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: هذا للمتّقين فما لغيرهم؟ - فقال: قد خلت اى مضت { مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ } جمع السّنّة وهى السّيرة والطّريقة والمقصود انّه مضت طرائق كانت عليها الامم الماضية من المتّقين المصدّقين والفاسقين المكذّبين { فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } اى ارض عالم الطّبع لاستعلام سير المصدّقين والمكذّبين حتّى تعلموا حالهما وعملهما وصنع الله فيهما وفى اعقابهما فى الدّنيا والآخرة بمشاهدة آثار صنع الله بهما وباستعلام اخبار الانبياء بحالهما فى الآخرة ثمّ تفكّروا { فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } حتّى تعتبروا من حالهم وتجتنبوا مثل افعالهم، او سيروا فى ارض القرآن والكتب السّماويّة، او فى ارض اخبار الانبياء واوصيائهم، او فى ارض السّير والتّواريخ، او فى ارض وجودكم وعالمكم الصّغير فانّ اهل عالمكم الماضين كلّ منهم فى مقامهم كانوا مدّعين للانانيّة والاستقلال ومكذّبين بلسانهم الحالىّ لمن يقول انتم فى الطّريق والهلاك من هذه الحياة ولا بدّ لكم الفناء من هذا الوجود ثمّ البقاء والحياة بوجود آخر اشرف واكمل.