الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ هَآأَنْتُمْ أُوْلاۤءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِٱلْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوۤاْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ ٱلأَنَامِلَ مِنَ ٱلْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ }

{ هَآأَنْتُمْ أُوْلاۤءِ تُحِبُّونَهُمْ } انتم مبتدأ واولاء خبره وتحبّونهم حينئذٍ خبر بعد خبر او حال او مستأنفٌ او انتم مبتدأ واولاء مفعول من باب الاشتغال وخبره الفعل المقدّر وتحبّونهم مفسّرٌ او انتم مبتدأ وتحبّونهم خبره واولاء بدل او منادى، او اولاء بمعنى الّذين خبره وتحبّونهم صلة اولاء { وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ } تقريع لهم على موالاتهم { وَتُؤْمِنُونَ بِٱلْكِتَابِ كُلِّهِ } اى الكتاب المنزل عليكم ولستم كمن آمن ببعض وكفر ببعض وقد تكرّر فى الكتاب الالهىّ النّهى عن اتّخاذ الكافرين اولياء لانّ من يتولاّهم فهو منهم والامر باتّخاذ المؤمنين اولياء فما لكم تؤمنون بالكتاب كلّه ولا تتّبعون هذا النّهى والامر فهو تهييج لهم على ترك موالاتهم، وما قاله مفسّروا العامّة من انّ المعنى تؤمنون بكتابهم وكتابكم وهم لا يؤمنون بكتابكم بعيد من سياق اللّفظ { وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوۤاْ آمَنَّا } وجهٌ آخر لردعهم عن موالاة الكفّار المخالطين لهم بانّهم يعاشرونهم على النّفاق ولا ينبغى للمؤمنين ان يوالى المنافق الّذى يكون ذا لسانين { وَإِذَا خَلَوْاْ } عنكم { عَضُّواْ عَلَيْكُمُ ٱلأَنَامِلَ مِنَ ٱلْغَيْظِ } لعصبيّتهم لدينهم { قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ } الخطاب لمحمّد (ص) او لكلّ من يتأتّى منه الخطاب وهو دعاء عليهم بزيادة الغيظ وشدّته حتّى يهلكوا به، او بدوام الغيظ لقوّة الاسلام الى آخر اعمارهم، او زجر لهم على غيظهم { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } بما صحب الصّدور ولزمها فكيف لا يعلم ما يظهر على الاعضاء فى الخلوات من مثل عضّ الانامل وهو من جملة مقول القول فى مقام تعليل الموت بالغيظ او هو من الله وجواب لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: كيف يعلم الله عضّهم الانامل؟ - فقال: انّ الله يعلم ما هو اخفى منه، او قيل: كيف علمت يا محمّد (ص)؟ - فقال: انّ الله يعلم ما هو اخفى منه فيخبرنى به.