الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً وَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } مستأنف جواب للسّؤال عن حال الصّنف الآخر من اهل الكتاب كأنّه قيل: قد عرفنا حال الامّة القائمة المؤمنة من اهل الكتاب فما حال الامّة الكافرة منهم؟! وانّما اخرج الكلام بصورة الجواب للسّؤال المقدّر مع انّ حقّه ان يقول: ومنهم امّة معوّجة يكفرون بالله حتّى يتمّ التعديل مع قوله من اهل الكتاب امّة قائمة اكتفاءً ببيان حالهم عن التّصريح بالتقسيم وتعميماً للحكم لجميع الكفّار مع الايجاز { لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ } اى لن تجاوز عنهم بالاغناء بتضمين مثل معنى المجاوزة { أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ } اقتصر ممّا يغترّ به الانسان فيكفر بالله عليهما لانّهما اعزّ الاشياء عليه ولانّ اعتماده واستظهاره بهما اقوى واشدّ من غيرهما { مِّنَ ٱللَّهِ } اى من سخط الله { شَيْئاً } من الله حال مقدّم ان كان شيئاً مفعولاً به؛ او قائم مقام الموصوف الّذى هو مفعولٌ به ان كان شيئاً مفعولاً مطلقاً ولفظة من للتبعيض { وَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } بمناسبة مقام السّخط بسط فى الكلام وغلّظ واكّد بمؤكّدات عديدة.