الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـٰئِكَ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَروهُ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلْمُتَّقِينَ }

{ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } جملة مستأنفة او صفة بعد صفة او حال فى مقام التّعليل، ويجوز ان يكون تأخيره عن التّلاوة والسّجود للاشعار بأنّه مسبّب عنهما والمعنى يؤمنون بالله على يد محمّدٍ (ص) بسبب تلاوة الآيات والسّجود { وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ } وللاشارة الى انّهم ليسوا معصومين ومفطورين على الامر بالمعروف والنّهى عن المنكر بل هما يحصلان لهم بعد الايمان التّكليفىّ بالله اخّرهما هاهنا عن الايمان بالله بخلاف الآية السّابقة فانّها كانت فى وصف الائمّة المفطورين على الامر بالمعروف قبل الايمان { وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ } من العبادات والاحسان الى العباد { وَأُوْلَـٰئِكَ } العظماء الموصوفون بتلك الاوصاف { مِنَ ٱلصَّالِحِينَ وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَروهُ } يعنى فى الآخرة والاّ فالمؤمن مكفّر وذلك انّ معروفه يصعد الى السّماء فلا ينتشر فى النّاس، والكافر مشكور وذلك أنّ معروفه للنّاس ينتشر فى النّاس ولا يصعد الى السّماء وتعدية يكفروه الى المفعولين امّا لتضمين معنى الحرمان او لتشبيه المنصوب الثّانى بالمفعول مثل زيد حسن الوجه بنصب الوجه وقرء تفعلوا ويكفروه بالخطاب والغيبة { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلْمُتَّقِينَ } وضع الظّاهر موضع المضمر للاشعار بمدحٍ آخر لهم وللاشارة الى انّ فعل الخير لا يكون الاّ عن التّقوى وهو بشارة للمؤمنين بانّ افعالهم الحسنة لا تعزب عن علم الله تعالى فيجازى لا محالة عليها.