الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }

{ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ } انّك كنت يتيماً غير مختلفٍ الى احدٍ ولم تتعلّم من احدٍ ولم يكفهم فى الدّلالة على صدقك حتّى يقترحوا آيةً اخرى { أَنَّآ } لا غيرنا { أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ } احكام الرّسالة او صورة القرآن مع انّك كنت امّيّاً وكتابك كان مشتملاً على دقائق الحكم بحيث يعجز عن ادراكها العقلاء والحكماء حالكونهم { يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ } وليس مخفيّاً عليهم { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } الانزال او فى ذلك الكتاب او فى ذلك المذكور من استمرار تلاوة الكتاب { لَرَحْمَةً } من حيث دلالته على صدق رسالتك { وَذِكْرَىٰ } لحقّيّتك اى دلالة حقّيّتك { لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } باحدى البيعتين او لقوم يذعنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والّلام لتبيين مفعول الرّحمة والذّكرى يعنى غير المؤمنين لكونهم غير متوجّهين الى الآخرة وغير مهتمّين بالله وبمن يدعو الى الله لا يتأمّلون فيه ولا يتفكّرون فى دلالته فيستمعونه استماع الاسمار فلا ينتفعون به ولا يتذكّرون، روى انّ اناساً من المسلمين اتوا رسول الله (ص) بكتف كتب فيها بعض ما يقوله اليهود فقال: كفى بها ضلالة قوم ان يرغبوا عمّا جاء به نبيّهم الى ما جاء به غير نبيّهم فنزلت الآية { قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً... }.