الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

{ إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ } ما نافية وما تدعون منقطع عن سابقه او متّصل به ويعلم معلّق عن العمل فيه وهذا اوفق بالمعنى الاخير لقوله لو كانوا يعلمون يعنى انّ كلّما تدعونه وتتخيّلون انّه غير الله ليس غير الله بل الظّاهر فيه هو الله والباطن فيه ايضاً هو الله لكنّكم لتقيّدكم وتحدّدكم بالمدارك الجزئيّة الّتى لا تدرك الاّ الكثرات المتغايرات المتحدّدات لا تدركون منها الواحد الاحد المقوّم لها وتدعونها من حيث انّها متغايراتٌ كلٌّ من الآخر والكلّ مع الله والله يعلم ذلك ويعلم انّ المقوّم للكلّ والظّاهر فيه والباطن فيه هو الله، وانّ كلّ ما يدعونه كانوا فى تلك الدّعوة داعين لله لا غيره، ولمّا كان العبادة بنيّة العابد والنّيّة لا تكون الاّ بالعلم بالمنوىّ وهؤلاء لا يعلمون ذلك حتّى ينووا عبادة الله فى تلك العبادة كانوا مؤاخذين فى تلك الدّعوة والعبادة لا مأجورين وقد مضى فى سورة البقرة عند قوله تعالى ولكنّ الله يفعل ما يريد ما يبيّن هذا المطلب ويحقّقه وقد قيل بالفارسيّة بياناً لهذا المطلب:
اكر مؤمن بدانستى كه بت جيست   يقين كردى كه دين در بت برستيست
اكر كافر زبت آكاه بودى   جرا در دين خود كمراه بودى
او لفظة ما موصولة والمعنى ظاهر، او مصدريّة ومن شيءٍ بيان للمصدر والشّيء عبارة عن الدّعاء اليسير او ما استفهاميّة مفعول تدعون { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } الغالب الّذى لا يغلبه شيءٌ حتّى يكون معبوداً من دونه { ٱلْحَكِيمُ } الّذى صنع صنع المخلوقات بنحوٍ لا تكون خالية منه ومع ذلك لا يدركه الاّ قليل من عباده فيها للطفه فى صنعه وهذا المعنى يناسب كون ما نافية.