الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ إِنَّمَا ٱتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ }

{ وَقَالَ } ابراهيم (ع) او قال الله { إِنَّمَا ٱتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } قرئ مودة بينكم بالنّصب والاضافة وبالرّفع والاضافة وبالنّصب منوّنةً وبنصب بينكم يعنى انّ اتّخاذ الاوثان آلهةً ليس عن اعتقادٍ دينىٍّ وطلب شفيعٍ اخروىٍّ وخوف عقابٍ الهىٍّ بل محض المودّة الدّنيويّة وان يحبّكم اقرانكم ورؤساكم مثل اكثر المتزهّدين فى دين الاسلام يتجشّمون مرارة الزّهد وتعب منع النّفس عن لذائذها محض المراياة والصّيت وان يقولوا فى حقّه { ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ } بعض العابدين { بِبَعْضٍ } آخر منهم، او بعض العابدين والمعبودين ببعضٍ آخر منهم، او يكفر العابدون بالمعبودين { وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً } او يكفّر كلّ بعضٍ من العابدين والمعبودين بكلّ بعضٍ ويلعن كلّ بعضٍ كلّ بعضٍ فانّ العابدين لمّا كان عبادتهم للاصنام مودّة بينهم فى الحيٰوة الدّنيا ولم يكن فى عبادتهم جهةٌ آلهيّةٌ بل كان عبادتهم لها ساترة للجهة الالهيّة ويظهر يوم القيامة انّ توادّهم وعبادتهم كانت مانعةً لهم عن موائدهم الاخرويّة ومؤدّية لهم الى العذاب الاليم كانت تورث بغض كلٍّ للآخر ولعن كلٍّ للآخر والمعبودون ينكرون عبادتهم لهم وينسبونهم الى الاهوية والجنّة ويلعنونهم لانّهم يلعنهم الّلاعنون { وَمَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } الاقتصار ههنا على النّاصر لانّ فى النّار ليس الاّ النّصرة ان كانوا ينصرون وامّا الولاية فانّها بعد الخروج من النّار.