الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلأُولَىٰ وَٱلآخِرَةِ وَلَهُ ٱلْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

{ وَهُوَ ٱللَّهُ } عطف وكالنّتيجة لسابقه فانّ الّذى كان محصوراً فيه خلق ما يشاء واختيار الخيرة لكلّ مخلوقٍ وعلم الجليّات والخفيّات كان محصوراً فيه الآلهة، واستحقاق العبادة وجميع اضافات المبدئيّة وجميع الصّفات المحمودة لكلّ محمود فى الدّنيا والآخرة لكونه مبدءً لها وكون فاعل الشّيء اولى به من قابله فكأنّه قال فهو الله { لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلأُولَىٰ وَٱلآخِرَةِ } فى الدّار الاولى والدّار الآخرة او فى النّظرة الاولى الّتى لا نظر فيها الاّ الى المخلوق لانّ الخالق هو الّذى يكون ظاهراً فى المخلوق بصورته فما ينسب الى المخلوق فى النّظرة الاولى فهو منسوب الى الخالق وفى النّظرة الآخرة الّتى يفنى فيها كلّ تعيّن ومهيّة ويبقى فيها الخالق بخالقيّته { وَلَهُ ٱلْحُكْمُ } فيهما { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } بعد العود او فى نظر البصير لانّ الكلّ فى نظره يرجع بوجوده وافعاله واوصافه الى الله بمعنى انّ البصير يرى وجود الكلّ وجوداً لله ظاهراً بصورته وكذا افعاله واوصافه.