الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ }

{ وَرَبُّكَ } لا غيره فانّ التّقديم للحصر { يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ } لانّ غيره عاجز عن حفظ نفسه بعدما خلقه الله فكيف يخلق غيره وحفظه { وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ } اى الاختيار او المختار فانّ الخيرة اسم مصدر تستعمل فى المختار ايضاً لانّ غيره جاهل بما هو خيرٌ له لا يتميّز خيره عن شرّه عنده ولا يعلم مآل حاله ومختاره فلا يمكنه اختيار ما هو خيرٌ له والآيات تعريض بالامّة واشراكهم بعلىٍّ فى الولاية واختيارهم بآرائهم اماماً لانفسهم وان كان نزوله فى غيرهم، واعراب قوله وربّك يخلق (الآية) انّ الواو حاليّة والجملة حال من الجمل السّابقة ويختار امّا عطف على يشاء وحينئذٍ يكون لفظة ما نافية او موصولة بدلاً من ما يشاء، او عطف على يخلق وما نافيةٌ او موصولةٌ { سُبْحَانَ ٱللَّهِ } انشاء تسبيحٍ او اخبار تنزيهٍ او كلمة تعجّبٍ وتعجيب على اىّ تقديرٍ فالمقصود انّ الله فى مظهره الّذى هو علىّ (ع) منزّه { وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } فى الولاية والخلافة وما فى عمّا يشركون مصدريّة او موصولة وفى الاخبار اشارات الى هذا التّعريض والتّأويل من اراد الاطّلاع فليرجع الى المفصّلات من كتب التّفاسير والاخبار.