الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُوۤاْ إِن نَّتَّبِعِ ٱلْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَآ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقاً مِّن لَّدُنَّا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }

{ وَقَالُوۤاْ } عطف على قوله: { قَالُواْ إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ } يعنى قال قريش او عشيرتك او ابو طالب (ع) على قول العامّة { إِن نَّتَّبِعِ ٱلْهُدَىٰ مَعَكَ } اى رسالتك { نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَآ } روى عن امير المؤمنين (ع) انّها نزلت فى قريشٍ حين دعاهم رسول الله (ص) الى الاسلام والى الهجرة، وعن النّبىّ (ص) انّه قال: والّذى نفسى بيده لادعونّ الى هذا الامر الابيض والاسود ومن على رؤس الجبال ومن فى لجج البحار، ولادعونّ اليه فارس والرّوم فجبرت قريش واستكبرت وقالت لابى طالب: اما تسمع الى ابن اخيك ما يقول والله لو سمعت بهذا فارس والرّوم لااختطفتنا من ارضنا ولقلعت الكعبة حجراً حجراً، فأنزل الله تعالى هذه الآية { أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ } اى الم نرزقهم فى حال كفرهم من كلّ ما يرزق مع انّ مكانهم وادٍ غير ذى زرعٍ ولم نجعل لهم { حَرَماً آمِناً } ذا امنٍ او آمناً ساكنوه مكاناً ومحلاًّ لسكناهم فكيف يكون حالهم اذا كانوا موحّدين مستحقّين لكرامتنا { يُجْبَىٰ } اى يجمع { إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ } لم يقل كلّ نباتٍ لقصد تعميم الثّمرات لكل خيرٍ ومالٍ فانّه لا اختصاص لجمع الاشياء اليه بالفواكه بل يجبى اليه كلّ ما يحصل من النّباتات والاشجار والانعام والصّنائع وانفس الانعام بل يجبى اليه ثمرات القلوب وخيرات الآخرة ولذلك قال تعالى { رِّزْقاً مِّن لَّدُنَّا } يعنى انّ الثّمرات الدّنيويّة وان كان رزقاً من الارض لكن ثمرات الآخرة والقلوب من ارزاقنا اللدّنيّة، وكذلك بركات ثمرات الارض وما كان منها رزقاً للارواح { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } انّ ذلك لهم من فضلنا وحكمتنا وقدرتنا وينسبون ذلك الى انفسهم او اكثرهم لا علم لهم.