الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَكِنَّآ أَنشَأْنَا قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ }

{ وَلَكِنَّآ أَنشَأْنَا } اى لكنّا اوحيناها اليك فتعلمها كما هو وليس من شهودك ولا من السّماع ممّن يشهدها ولا من اخبار من يخبرها صحيحاً لانّا انشأنا { قُرُوناً } امماً كثيرة متتابعة { فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ } فلم يبق ممّن شهدها احد ولم يبق ممّن اطّلع عليها من طريق الاخبار الصّحيحة احد حتّى يخبرك بها، ولم يبق الاخبار على صحّتها بل تغيّرت وانحرفت فلم يكن علمك بها صحيحاً الاّ من طريق الوحى فالمستدرك فى الحقيقة هو وحى تلك الاخبار فحذف وادخل اداة الاستدراك على علّة اثبات الوحى { وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ } قرية شعيب (ع) { تَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا } الجملة صفة ثاوياً او مستأنفة وعلى الاستيناف فالضّمير المجرور لاهل مدين او لاهل مكّة والمعنى انّك لم تكن فى اهل مدين حتّى يكون اخبارك عنهم عن شهودٍ وليس يخبرك احد بأخبارهم الصّحيحة لتطاول الازمنة واندراس الاخبار وتحريفها فليس اخبارك عنهم الاّ بالوحى الّذى ليس الاّ للرّسول { وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } لك فاخبارك يكون بوحىٍ منّا والمستدرك ههنا ايضاً هو الوحى لكنّه ادخل اداة الاستدراك على الارسال لانّه المقصود من الايحاء اليه.