الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُواْ مَا هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ } * { وَقَالَ مُوسَىٰ رَبِّيۤ أَعْلَمُ بِمَن جَآءَ بِٱلْهُدَىٰ مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ ٱلدَّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّالِمُونَ }

{ فَلَمَّا جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ } الباء للتّعدية او للمصاحبة والمراد بالآيات العصا واليد البيضاء وجمعهما لانّ فى كلٍّ كان دلالات على صدقه فى رسالته وتوحيد الله، او المراد هاتان مع الحجج الدّالّة على صدقه { قَالُواْ } جهلاً وعناداً { مَا هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ } قد مضى بيان السّحر وتحقيقه فى سورة البقرة عند قوله يعلّمون النّاس السّحر { مُّفْتَرًى } على الله { وَمَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا } الّذى ادّعاه من توحد الآله { فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ وَقَالَ } وقرئ بغير واوٍ { مُوسَىٰ } بعدما انكروه وانكروا رسالته ولم يقبلوا معجزاته وحججه مستشهداً بالله وعلمه { رَبِّيۤ أَعْلَمُ بِمَن جَآءَ بِٱلْهُدَىٰ مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ ٱلدَّارِ } يعنى العاقبة المحمودة كانّ العاقبة الغير المحمودة ليست بعاقبة عرّض بنفسه كأنّه قال ربىّ اعلم بانّى جئت بالهدى وانّ لى العاقبة المحمودة فلا ابالى بردّكم وانكاركم { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّالِمُونَ } حقّ العبارة ان يقول وبمن لا يجيء بالهدى ولا يكون له عاقبة الدّار لكنّه عدل اليه تعريضاً بهم واثباتاً لظلمهم ونفياً للهدى وحسن العاقبة عنهم بالبرهان كأنّه قال: انّه لا يفلح الظّالمون بالهدى وحسن العاقبة وانتم ظالمون بانكار الله الّذى هو خالق الخلق وعبادة غيره وانكار رسالتى.