الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ }

{ فَسَقَىٰ } اغنامهما { لَهُمَا } قيل: رفع حجراً كان على بئرٍ كان لا يقدر على رفع ذلك الحجر عنها الاّ عشرة رجالٍ وسألهم ان يعطوه دلواً فناولوه دلواً وقالوا له: انزح ان امكنك وكان لا ينزحها الاّ عشرة فنزحها وحده وسقى لهما بدلوٍ واحدة وكان لم يأكل منذ ثلاثة ايّامٍ { ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى ٱلظِّلِّ } وهو جائع { فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ } هو الجوع الّذى به يطلب الانسان الغذاء وبالغذاء يكون بقاؤه وتعيّشه ولولا الجوع لا يطلب الغذاء فلا يتيسّر له التّعيّش والعبادة ويكون مريضاً محتاجاً الى المعالجة { فَقِيرٌ } اى محتاج الى الغذاء، قيل: سأل نبىّ الله (ع) فلق خبزٍ يقيم به صلبه، وعن علىّ (ع): ما سأله الاّ خبزاً يأكله لانّه كان يأكل بقلة الارض لقد كانت خضرة البقل ترى من شفيف صفاق بطنه لهزاله وتشذّب لحمه فأجابه الله حيث سأل شعيب (ع) عن بنتيه بعد عودهما سبب سرعة عودهما فقصّتا له القصّة فقال لأحديهما: ادعيه فذهبت اليه كما قال تعالى { فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى ٱسْتِحْيَآءٍ }.