الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ }

{ وَيَوْمَ يُنفَخُ } عطف على يوم نحشر { فِي ٱلصُّورِ } هو كما مضى جمع الصّورة سواء كان مخفّف الصّور بضمّ الصّاد وفتح الواو او كان بنفسه جمعاً، او هو قرن من حديد ينفخ فيه النّفخة الاولى لاماتة الاشياء، والنّفخة الثّانية لاحيائها وبعثها، ويحتمل ان يراد النّفخة الاولى ويكون قوله { فَفَزِعَ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ } فزع الموت، وقيل: ينفخ ثلاث نفخاتٍ؛ نفخة الفزع، ونفخة الاماتة، ونفخة الاحياء، ويجوز ان يراد نفخة الاحياء فيكون المراد بالفزع فزع الحيٰوة بعد الموت { إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ } ان لا يفزعوا او لا يموتوا، وهم الملائكة الّذين هم باقون ببقاء الله لا ببقاء انفسهم، موجودون بوجود الله لا بوجود انفسهم، وكذلك الانبياء (ع) الّذين كانوا على تلك الحال، وقيل: هم جبرائيل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل (ع)، وقيل: روى فى خبرٍ: انّ المراد بهم الشّهداء فانّهم لا يفزعون فى ذلك اليوم والمراد بالآمنين من جاء بالحسنة فانّه تعالى قال: { وهم من فزع يومئذٍ آمنون } كما يجيء { وَكُلٌّ } من الفزعين { أَتَوْهُ دَاخِرِينَ } وان كان المراد بالفزع فزع الموت كان المراد به انّ كلّهم بعد احيائهم يأتونه صاغرين.