الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ }

{ وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلْقُرْآنَ } عطف على انّ الّذين لا يؤمنون والجامع اشتراكهما فى كونهما جواباً للسّؤال المقدّر كأنّه قال: ما حال غير المؤمنين؟ وما حالى فى شهودى للآخرة الّذى هو فوق الايمان بها بالغيب؟- فقال: حال غير المؤمنين كذا وحالك انّك تلقّى القرآن اى المقام الجامع بين الوحدة والكثرة { مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ } فى عمله او فى عمله وعلمه ويكون قوله { عَلِيمٍ } تأكيداً وقد مضى مكرّراً انّ الحكمة عبارة عن اللّطف فى العمل واتقانه بحيث يكون ذا غاياتٍ عديدةٍ مترتّبةٍ متقنة، واللّطف فى العلم بحيث يكون ادراك الشّيء مستلزماً لادراك مباديه وغاياته الجليّة والدّقيقة الخفيّة، وقد تستعمل الحكمة فى كلّ منفرداً عن الآخر.