الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا جَآءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ } * { وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ }

{ فَلَمَّا جَآءَتْ قِيلَ } لها { أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ } لم تثبته ولم تنكره لما رأت من مماثلته له فى جميع اجزائه واوضاعه وهيآته، ولما رأت من بعض تغييرات فيه بحسب الوانه واشكاله، وهذا من كمال العقل والحزم حيث لم تتبادر بتصديق وتكذيب وتثبّتت فى امره، وقيل: عرفته لكن لمّا قالوا: اهكذا عرشك بطريق التّشبيه اجابت بقولها: كأنّه هو بطريق التّشبيه لتطابق الجواب للسّؤال، وقيل: كانت حكيمة فلو قالت: هو هو؛ خشيت التّكذيب، ولو قالت: ليس به، خشيت ان تكذب، فقالت كلمة لا تكذّب فيها، فقيل لها: هو عرشك، فما اغنى عنك اغلاق الابواب ولا قوّة الحرّاس واهتمامهم بالحراسة وما اعجزنا بُعد المسافة ولا عظمة العرش وثقله، فقالت { وَأُوتِينَا ٱلْعِلْمَ } برسالة سليمان (ع) وانّ امره الهىٌّ غير بشرىّ { مِن قَبْلِهَا } اى من قبل تلك الآية الظّاهرة لنا من العرش واتيانه، او من قبل هذه السّاعة، ويجوز ان يكون هذا من كلام سليمان (ع) او الّذى قال: اهكذا عرشك، او قوم سليمان والمعنى واوتينا العلم بقدرة الله على امثال هذه قبل هذه الآية او قبل بلقيس، او اوتينا العلم بمجيء بلقيس او اسلامها قبل مجيئها فأتينا بعرشها { وَكُنَّا مُسْلِمِينَ وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ ٱللَّهِ } اى صدّ بلقيس سليمان او العرش حين رأته حاضراً عندها عن كونها تعبد من دون الله او عن الّتى تعبدها من دون الله وهى الشّمس او صدّها عن الايمان كونها تعبد من دون الله، او التّى تعبدها من دون الله { إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ } فى موضع التّعليل وبعدما انقضى السّؤال والجواب عن العرش.