الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ } * { إِنِّي وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ }

{ فَمَكَثَ } سليمان او الهدهد فى غيبته زماناً { غَيْرَ بَعِيدٍ } او مكاناً غير بعيد ثمّ رجع الى سليمان { فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ } يعنى علمت بما لم تعلم به واطّلعت على ما لم تطّلع عليه { وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ } مدينة بارض اليمن، قيل: بعث الله الى سبأ اثنى عشر نبيّاً ونقل " عن النّبىّ (ص) انّه سئل عن سبإٍ فقال: هو رجل ولد له عشرة من العرب تيامن منهم ستّة وتشاءم اربعة " ، وعلى هذا كانت المدينة سمّى باسم هذا الرّجل { بِنَبَإٍ يَقِينٍ إِنِّي وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ } لسعة مملكتها ووجدان كلّ ما يحتاج الانسان اليه فيها والمرأة كانت بلقيس بنت شراحيل بن مالك بن ريّان كما قيل، وقيل: كان ابوها شرجيل وكان آباؤها الى اربعين اباً ملكاً { وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ } عظمه بالنّسبة اليها او بالنّسبة الى سائر العروش والاّ كان ثلاثين ذراعاً فى عرض ثلاثين ذراعاً فى ارتفاع ثلاثين، وقيل: كان ثمانين فى ثمانين، وقيل: كان مقدّمه من ذهبٍ مرصّعٍ بالياقوت الاحمر والزّمرّد الاخضر، ومؤخّره من فضة مكلّلة بالوان الجواهر وعليه سبعة ابيات على كلّ بيتٍ باب مغلق.