الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَفَقَّدَ ٱلطَّيْرَ فَقَالَ مَالِيَ لاَ أَرَى ٱلْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ ٱلْغَآئِبِينَ } * { لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَاْذبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ }

{ وَتَفَقَّدَ } تجسّس { ٱلطَّيْرَ } طلباً لفقدانهم فلم ير منها الهدهد { فَقَالَ مَالِيَ لاَ أَرَى ٱلْهُدْهُدَ } اصله ماله لا اراه لكنّه قلّب واستعمل فى هذا المعنى فى العرب والعجم، او هو على الاصل { أَمْ كَانَ مِنَ ٱلْغَآئِبِينَ لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً } بنتف ريشه والقائه فى الشّمس، او بجعله مع غير جنسه كما قيل { أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ } حجّةٍ { مُّبِينٍ } واضحٍ فى عذره او موضحٍ عذره فى غيبته وتفقّده للطّيور وعتابه للهدهد على غيبته لجريه على طريقة الملوك وامراء الجند فانّ امير العسكر اذا فقد واحداً من اجزاء العسكر عاتبه واخذه بجرمه لانّ كلاًّ من اجزاء العسكر له شغل وعمل اذا فقد بدون الاذن والبدل اختلّ امر العسكر، ولعلّ فقدان واحدٍ منها يصير سبباً لهلاك الكلّ وكان الهدهد كما فى الخبر يدلّه على الماء لانّه كان يرى الماء فى بطن الارض كما يرى احدٌ الدّهن فى القارورة، او كان الطّير تظلّ كرسيّه من الشّمس فبان الشّمس على حجره.