الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ }

{ رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً } الحكم القضاء النّافذ والحكومة بين النّاس والامارة عليهم والدّقّة فى العلم والعمل وفى كلّ واحد منهما والكلّ مناسب ههنا والمقصود الرّسالة الكاملة او الحكم الباطنىّ الّذى هو من آثار الولاية { وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ } بمن كانوا صالحين صلاحاً مطلقاً فانّ الكافر ما لم يبطل استعداده لقبول الاسلام صالح بحسب فطرته واستعداده للاسلام، والمسلم صالح بحسب استعداده لقبول الايمان، والمؤمن صالح للعروج على درجات الايمان الى الفناء فى الله، والفانى صالح للرّجوع والبقاء بالله، والباقى صالح للنّبوّة، والنّبىّ صالح للرّسالة، والرّسول صالح لان يكون من اولى العزم، وصاحب العزم صالح للخلّة والامامة بالمعنى الّذى ليس فوقه درجة، والامام صالح للخاتميّة والجامعيّة بين الكثرة والوحدة كما ينبغى فقال (ع) ألحقنى دون ادخلنى واتى بالصّالحين من غير تقييدٍ للاشارة الى التمكّن فى الصّلاح المطلق وهو صلاح الصّالح الّذى صار بالفعل من جميع الجهات ولم يبق فيه قوّة واستعداد فلا حاجة الى تأويل فى هذا الدّعاء.