الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ يُلْقُونَ ٱلسَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ }

{ يُلْقُونَ } اى الشّياطين { ٱلسَّمْعَ } يعنى يصعدون الى السّماء لاستراق السّمع من الملائكة ويستمعون منهم ثمّ يتنزّلون الى اسناخهم من الانس ويخبرونهم { وَ } لكن { أَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ } فانّ مسموعاتهم وان كانت حقّة لكنّها اذا وصلت اليهم ودخلت اصماخهم تنصرف عن وجهتها الحقّانيّة وتصير باطلة فانّ وجودهم كالمرآة المعوجّة الّتى لا يرى فيها الصّور الاّ على خلاف ما هى عليه، او يلقى الشّياطين المسموع الى اسناخهم الانسيّة او يلقى الافّاكون السّمع للشّياطين وينقادونهم لاستماع اكاذيبهم، وضمير اكثرهم راجع الى الشّياطين او الى الافّاكين فانّ الكلّ يكونون بحالٍ اذا وصل الصّدق اليهم صار كذباً وانّما قال اكثرهم لانّ القليل من الشّياطين والقليل من الافّاكين فطرتهم باقية على الاستقامة ولا يصير الحقّ فى وجودهم باطلاً ويبقى الصّدق على صدقه فى وجودهم.