الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً }

{ وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ } بمقتضى حفظهم لحقوق الكثرات ومن جملتها ارحامهم وذووا انسابهم مستدعين من الله بمقتضى جهتهم الالهيّة { رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ } يعنى اجعل لنا قرّة اعين ناشئة من ازواجنا او اجعل بعض ازواجنا وذرّيّاتنا قرّة اعينٍ لنا او اجعل لنا اولاداً متولّدةً من ازواجنا ومتولّدة من ذرّيّاتنا تكون قرّة اعين لنا، وقرّة العين بمعنى برده كناية عن السّرور او عن قرارها عن الاضطراب { وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } ولمّا كان كلّ مرتبةٍ اماماً لسابقتها وكان من صار عبداً للرّحمن مرتبته بعد مرتبة التّقوى فانّه ما لم يتمّ التّقوى بالفناء التّامّ لا يصير السّالك عبداً للرّحمن كما فى قولهيَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً } [مريم:85] استدعوا على وفق مقامهم ان يكونوا اماماً للمتّقين امّا بالتّمكين فى هذا المقام او بالبقاء وعدم زواله، وفى اخبار عديدةٍ انّ الآية فى امير المؤمنين (ع) او فى الائمّة (ع) وفى رواية عن الصّادق (ع): قد سألوا الله عظيماً ان يجعلهم للمتّقين ائمّة فقيل له كيف هذا يا بن رسول الله (ص)؟- قال: انّما انزل الله واجعل لنا من المتّقين اماماً، وهذا ممّا أسلفنا فى اوّل الكتاب من سعة وجوه القرآن بقدر سعة مراتب الخلق، وانّ القرآن لا مانع من ان يكون نزوله بقراءاتٍ مختلفةٍ بحسب اختلاف النّاس.