الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً }

{ قُلْ } يا محمّد (ص) تسلية لقلبك ومتاركة معهم واتماماً للحجّة عليهم { مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ } اى على الارسال او على التّبشير والانذار { مِنْ أَجْرٍ } اى شيئاً من الاجر حقيراً حتّى تتّهمونى بانّ ادّعائى لذلك ليس من الله { إِلاَّ مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ } فى الولاية او ربّه المطلق { سَبِيلاً } اىّ سبيلٍ كان.

اعلم، انّ شأن الرّسالة ليس الاّ الانذار من التّوقّف فى مسبع النّفس والتّخويف من مخاوف الوقوف على المشتهيات النّفسيّة الّتى توجب دخول النّار مع الكفّار كما قال: انّما انت منذرٌ بطريق الحصر وانّ المقصود من قبول الرّسالة والبيعة الاسلاميّة ليس الاّ الاهتداء الى الايمان الّذى هو طريق الى الله، وقد علمت انّه لا يحصل الاّ بقبول الولاية والبيعة الايمانيّة فالاسلام فى الحقيقة مقدّمة للايمان ودلالة على الطّريق الى الله فلم يكن مقصود الرّسول (ص) من تبليغه الاّ ايمان المؤمن لا اسلام المسلم الاّ من باب المقدّمة ولانّه يصير المؤمن بشأن ايمانه من اظلال الرّسول (ص) من حيث ولايته واجزائه صحّ ان يقول الرّسول لا اطلب منكم على متاعب رسالتى الاّ ذات من شاء ان يتّخذ الى ربّه سبيلاً، اى من شاء ان يصير مؤمناً وقابلاً للولاية واترك الكفّار الّذين هم اموات ولا تنظر اليهم والى ما فعلوا من عبادة غير الله ومن ايذائك فانّهم لا حراك لهم الاّ بالله وكل امورك الى الله.