الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُهُمْ وَلاَ يَضُرُّهُمْ وَكَانَ ٱلْكَافِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيراً }

{ وَيَعْبُدُونَ } اى المشركون او الكافرون او المحجوبون فى حجب الاجسام او الغافلون او المنكرون للولاية وهو المنظور { مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُهُمْ } من الاشجار والاحجار والكواكب والاصنام والجنّ والشّياطين والاهوية والمهويّات ورؤساء الضّلالة { وَلاَ يَضُرُّهُمْ وَكَانَ ٱلْكَافِرُ } عطف فى معنى الاضراب كأنّه قال: بل كانوا لكنّه وضع الظّاهر موضع المضمر ليكون تصريحاً بذمّهم بالكفر وتعليلاً للحكم، والمراد بالكافر احد الاصناف المذكورة فانّ كلاًّ كان { عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيراً } اى مُظاهراً على ربّه لانّ ربّ الكافر لا يظهر الاّ بالفطرة الانسانيّة الّتى هى الولاية التّكوينيّة او اللّطيفة العقلانيّة وتلك الفطرة مظهر للرّبّ فى الولاية وللرّبّ المطلق والكافر باىّ معنىً كان ساتر لتلك اللّطيفة والسّاتر لتلك اللّطيفة نابذ لها خلف ظهره ومُظاهر للشّيطان على تضعيفه تلك الفطرة فى جملة افعاله سواء كانت بصورة العبادات ام لا، لانّ السّاتر لتلك اللّطيفة يكون توجّهه فى فعله الى غيره وكلّ فعل منه خروج من القوّة الى الفعليّة والخروج من القوّة الى الفعليّة اذا لم يكن بالتّوجّه الى تلك اللّطيفة صار صاحبه بتلك الفعليّة بعيداً من تلك اللّطيفة حتّى تنقطع منه وصار مرتدّاً فطريّاً غير مرجوّ منه الخير وغير مقبول التّوبة، واشير فى الاخبار الى انّ المراد بالكافر مخالف الولاية وبربّه علىّ (ع)، وقيل: المراد بالكافر ابو جهلٍ وبربّه محمّد (ص)، ولا ينافى ذلك التّعميم كما عرفت وجهه.