الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى ٱلْكَافِرِينَ عَسِيراً } * { وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً } * { يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً }

{ ٱلْمُلْكُ } هو بتثليث الميم مصدر ملكه واسمٌ للمملوك وهو مبتدء وقوله { يَوْمَئِذٍ } خبره سواء كان بمعناه المصدرىّ او بمعنى المملوك لكن اذا كان بمعنى المملوك كان التّقدير عظمة الملك لئلاّ يلزم الاخبار بظرف الزّمان عن الذّات وحينئذٍ يكون قوله { ٱلْحَقُّ } خبراً بعد خبرٍ و { لِلرَّحْمَـٰنِ } كذلك او متعلّق بالحقّ او حال عن المستتر فيه او يومئذٍ متعلّق بالملك او بالحقّ او بقوله للرّحمن والحقّ خبره، وللرّحمن مثل السّابق او الحقّ صفته وللرّحمن خبره والمراد بقوله يومئذٍ يوم الاحتضار والموت او يوم القيامة { وَكَانَ } ذلك اليوم { يَوْماً عَلَى ٱلْكَافِرِينَ عَسِيراً وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ } عطف على المستتر فى كان او على يومئذٍ او على يوم تشقّق السّماء، او متعلّق بيقول الآتى والجملة معطوفة على سابقتها وعضّ الظّالم { عَلَىٰ يَدَيْهِ } كناية عن غاية ندمه وتحسّره فانّ الغضوب او المتحسّر اذا بلغ الغاية فى الغضب او التّحسّر يعضّ على انامله ويده { يَقُولُ يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً } طريقاً الى النّجاة او طريقاً واحداً ولم يتفرّق بى الطّرق او طريقاً عظيماً هو طريق الولاية وهذا هو المناسب لقوله { يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً } ان كان المنظور التّعريض بالامّة فالمراد بقوله فلاناً منافقو الامّة وان كان المنظور مطلق الظّالم فالمراد بقوله فلاناً مطلق الرّؤساء فى الضّلالة.