الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

{ لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ } اى دعاءكم ونداءكم للرّسول (ص) { بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً } بان تذكروا اسمه او كنيته او تنادوه بصوتٍ رفيعٍ بل اخفضوا من اصواتكم عنده ولا تذكروه باسمه وكنيته بل اذكروه بالفاظ التّعظيم مثل يا رسول الله (ص)، ويا نبىّ الله (ص)، وامثال ذلك، ولا تقولوا: يا محمّد (ص)، ويا ابا القاسم (ص) كما فى الخبر، نسب الى الصّادق (ع) انّه قال: قالت فاطمة (ع): لمّا نزلت هذه الآية هبتُ رسول الله (ص) ان اقول له: يا ابه، فكنت اقول: يا رسول الله (ص) فأعرض عنّى مرّةً او ثنتين او ثلاثاً ثمّ اقبل علىّ فقال: يا فاطمة (ع) انّها لم تنزل فيك ولا فى اهلك ولا فى نسلك، انت منّى وانا منك، انّما نزلت فى اهل الجفاء، والغلظة من قريش من اصحاب البَزَخ والكبر، قولى: يا ابه؛ فانّها احيى للقلب وارضى للرّبّ، والمعنى لا تجعلوا دعاء الرّسول (ص) لكم او عليكم بالخير او الشّرّ كدعاء بعضكم بعضاً للغير او على الغير فى جواز عدم الاجابة او كدعاء بعضكم الله لبعض او على بعض، او المعنى لا تجعلوا دعاء الرّسول (ص) لكم الى امر كجهاد وغيره كدعاء بعضكم بعضاً { قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ } لفظة قد للتّحقيق { ٱلَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ } انسلّ وتسلّل انطلق فى استخفافٍ يعنى يعلم الله الّذين ينطلقون من الجهاد فى استخفافٍ وهوانٍ بحيث لا يطّلع عليه احدٌ او ينطلقون من المسجد كذلك فانّه نقل انّ المنافقين كانوا يثقل عليهم خطبة النّبىّ (ص) يوم الجمعة فيلوذون ببعض اصحابه فيخرجون من المسجد استتاراً من غير استيذانٍ، وقيل: كانوا يتسلّلون من الجهاد { لِوَاذاً } مفعول له او مفعول مطلق بحذف مضافٍ اى تسلّل لواذٍ او حال واللّوذ بالشّيء الاستتار والاحتصان به كاللّواذ مثلّثةً واللّياذ والملاوذة { فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ } اى عن امر الله او عن امر الرّسول (ص) { أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ } بليّة او امتحان يظهر ما فى قلوبهم من النّفاق فى الدّنيا { أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } فى الآخرة او كلاهما فى الدّنيا او فى الآخرة او فى كلتيهما.