الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُواْ حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا ٱسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمُ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

{ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ } منقطع عن سابقه لفظاً ومعنىً او هو جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: اذا لم يمتثل المؤمنون تلك الاوامر هل كانوا مؤمنين؟- فقال: انّما المؤمنون { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } فلا يتخلّفون عمّا اُمروا به { وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ } للمؤمنين كالجمعة والعيد والقتال والمشاورة { لَّمْ يَذْهَبُواْ حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ } للذّهاب { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا ٱسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ } يعنى انّ الامر مفوّض اليك { وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمُ ٱللَّهَ } اى للمستأذنين فانّ الالتفات الى غيرك وغير الله اذا كانوا عندك معصية عظيمة لهم { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } يغفر ما يلحقهم من التّوجّه والنّظر الى غيرك حين لا ينبغى ان ينظروا الاّ اليك { رَّحِيمٌ } يرحمهم بواسطة التّوجّه اليك والاستيذان منك، نقل انّ الآية نزلت فى حنظلة بن ابى عيّاش وذلك انّه تزوّج فى اللّيلة الّتى كانت فى صبيحتها حرب أحد فاستأذن رسول الله (ص) ان يقيم عند اهله فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية فأقام عند اهله، ثمّ اصبح وهو جنب فحضر القتال واستشهد فقال رسول الله (ص) " رأيت الملائكة تغسل حنظلة بماء المزن فى صفائح من فضّة بين السّماء والارض فكان سمّى غسيل الملائكة ".