الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ }

{ فِي بُيُوتٍ } متعلّق بعليم واشارة الى انّ مظاهره كما انّهم مظاهر له تعالى مظاهر لجميع اسمائه وصفاته، وحجّة على انّ مظاهره انوار السّماوات والارض مثل مقام ظهوره لانّ المظاهر اذا كانوا مظاهر لعلمه الّذى هو من صفاته الحقيقيّة الّتى هى اشرف الصّفات كانوا مظاهر لاضافاته الّتى هى اضعف الصّفات والمعنى انّه كما يعلم بكلّ الاشياء فى مقام ذاته ومقام ظهوره عليم بكلّها فى مظاهره، ويجوز ان يجعل فى بيوتٍ متعلّقاً بمحذوف يفسّره يسبّح المذكور بطريق باب الاشتغال، ويجوز تعلّقه بالجمل السّابقة والمراد بتلك البيوت بيوت خلفاء الله من الانبياء والاولياء (ع) وصدورهم وقلوبهم وولايتهم ونبوّتهم وذوات الانبياء والاولياء (ع)، ويجوز ان يراد بالبيوت الّتى { أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ } المساجد الصّوريّة فانّ المساجد الصّوريّة يجوز ان ترفع على سائر البيوت ولا يجوز ان ترفع البيوت عليها والمساجد الحقيقيّة اذن الله ان ترفع على كلّ الموجودات اذناً تكوينيّاً وارتفاعاً تكوينيّاً واذناً تكليفيّاً وارتفاعاً تكليفيّاً { وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ يُسَبِّحُ } قرئ مبنيّاً للمفعول ومبنيّاً للفاعل بالياء التّحتانىّ وبالتّاء الفوقانىّ، واذا كان مبنيّاً للمفعول وبالياء التّحتانىّ كان مرفوعه واحداً من الظّروف الثّلاثة الآتية، واذا كان بالتّاء الفوقانىّ كان مرفوعه السّبحة المستفادة من الفعل، واذا كان مبنيّاً للفاعل كان مرفوعه رجالٌ، وتأنيث الفعل باعتبار صورة الجمع المكسّر وجملة يسبّح { لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ } حاليّة او مستأنفة، والغدوّ مصدرٌ استعمل بمعنى اوقات الصّبح ولذلك حسن مقابلته مفرداً مع الآصال جمعاً والمراد بالتّسبيح تنزيه اللّطيفة الانسانيّة عمّا يعاوقه عن السّلوك الى الرّبّ سواءٌ عدّى بنفسه الى الله او الى اسم الله او بالّلام سواء كان الّلام للتّقوية او للغاية، فانّ تلك اللّطيفة مظهر لله واسم له وتنزيهها ليس الاّ لله.