الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }

{ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ } موضحات وواضحات قرئ بكسر الياء وفتحها، وبان وابان وبيّن وتبيّن واستبان كلّها لازم ومتعدٍّ والمعنى انزلنا اليكم آياتٍ واضحات الاحكام او المقاصد او الحكم والمصالح، او البراهين؛ مثل القضايا الّتى قياساتها معها، او الصّدق والمراد بها معنى اعمّ من الآيات التّدوينيّة والتّكوينيّة الآفاقيّة والانفسيّة من الانبياء والاولياء والعقول ووارداتها { وَمَثَلاً } اى حجّة او حديثاً او شبيهاً { مِّنَ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُمْ } ويجوز ان يراد بالآيات الآيات التّدوينيّة وبالمثل علىّ (ع) او بالآيات محمّد (ص) والعقول فانّ محمّداً (ص) من حيث النّبوةّ نازل من الله وبالمثل علىّ (ع) فانه من حيث الولاية نازل من الله، ومحمّد (ص) من حيث النّبوّة آية بل آيات من الله، وعلىّ (ع) من حيث الولاية شبيه للماضين جميعاً { وَمَوْعِظَةً } اى تذكيراً ونصحاً وترغيباً وتخويفاً، ويجوز ان يكون الآيات والمثل والموعظة اوصافاً لذاتٍ واحدةٍ ويكون المراد عليّاً (ع) فانّه باوصافه واخلاقه وعلومه ومكاشفاته وقدرته وتصرّفاته آيات عديدة دالّة على صفات الحقّ الاوّل تعالى مبيّنة لذاته وصفاته كما انّه مثل لجميع الانبياء والاولياء (ع) الماضين وهو بذاته وسائر صفاته موعظة { لِّلْمُتَّقِينَ } متعلّق بموعظة او بانزلنا او الّلام للتّبيين والظّرف مستقرّ خبر لمبتدءٍ محذوف او حال وانّما قال للمتّقين وانّما قال للمتّقين لانّ غيرهم لا ينتفعون بذلك.