الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ }

{ لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ } جواب لسؤالٍ مقدّرٍ { أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ } من غير استيناس وتسليم { فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ } اى تمتّع واستمتاع، فى الخبر انّها الحمّامات والخانات والارحية وامثالها، وقيل: المراد الخربة يدخل الانسان فيها لقضاء حاجة، وقيل: المراد بيوت التّجّار والصّنّاع الّتى يفتح ابوابها لمعاملة النّاس، وقيل: انّها منازل المسافرين، والحقّ انّه اذا اريد بالمتاع التّمتّع كان المراد بالبيوت مطلق البيوت الّتى يكون اذن عامّ من الشّارع او من مالكيها فى الدّخول فيها، وان كان المراد بالمتاع الاجناس الّتى يتمتّع بها كان المراد مطلق البيوت الّتى يكون فيها امتعتكم سواء كانت البيوت مملوكة لكم غير مسكونةٍ لكم ولغيركم، او مملوكة لغيركم غير مسكونة لكم ولغيركم { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ } من الافعال والاحوال والاخلاق والنّيّات والاستعدادات الّتى لم تشعروا بها بعد فيعلم دخولكم فى بيوت غيركم ونيّاتكم فى دخولكم فلا تدخلوا من غير استيناسٍ حتّى يتّهمكم غيركم بالفاحشة او قصدها ولا يقع انظاركم على ما لا يجوز النّظر اليه من حريم صاحبى البيوت فيريبكم ولا تقدروا على منع نفوسكم من الفاحشة، وهذا تحذير ممّا يجعل الانسان معرضاً للتّهمة وممّا يريبه فانّه لمّا شدّد على الزّانى والزّانية وغلّظ على من رمى غيره بالفاحشة، حذّر المؤمنين عن مواقع الرّيبة ومواضع التّهمة حتّى لا يقعوا فى الرّيبة والفاحشة ويستحقّوا عقوبة الفاحشة ولا يوقع النّاس فى سوء الظّنّ ورمى الفاحشة فيستحقّوا عقوبة المفترين، كما انّه حذّرهم بالآية الآتية عمّا يريبهم او يريب غيرهم من النّظر الى فروج غيرهم او من ان ينظر الى فروجهم وحذّر النّساء من ذلك ومن ابداء زينتهنّ لمن لا يجوز له النّظر بالرّيبة فقال: { قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ... }