الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَاحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَاحِشَةُ } الفاحشة الزّنا او ما يشتدّ قبحه، او كلّ ما نهى الله عزّ وجلّ عنه { فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } متعلّق بتشيع والمعنى الّذين يحبّون ان تكثر الزّنا او سائر الفواحش فى الّذين آمنوا، او الّذين يحبّون ان يكثر ذكر الفاحشة فى الّذين آمنوا، او ظرف مستقرّ حال من الفاحشة، والمعنى انّ الّذين يحبّون ان تظهر الفاحشة الثّابتة فى المؤمنين ويكثر ذكرها { لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي ٱلدُّنْيَا } بالحدّ المقرّر له فى الشّريعة أو بالعذاب عند الاحتضار او بالخوف من الافتضاح او باستيحاش المؤمنين منهم { وَٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ } انّ لهم عذاباً فى الدّنيا والآخرة ولذا يمنعكم عن العود { وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } ولذا تحبّون ولا تخافون والجملة معطوفة على جملة انّ الّذين يحبّون، او على اسم انّ وخبرها وكلتاهما فى مقام التّعليل لقوله يعظكم الله او جملة الله يعلم حاليّة مفيدة للتّعليل، وعن الصّادق (ع) انّه قال: من قال فى المؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه فهو من الّذين قال الله عزّ وجلّ: { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ } (الآية) وعن الكاظم (ع) انّه قيل له: الرّجل من اخوانى بلغنى عنه الشّيء الّذى اكرهه فأسأله عنه فينكر ذلك وقد أخبرنى عنه قوم ثقاة؟- فقال: كذّب سمعك وبصرك عن اخيك وان شهد عندك خمسون قسامة وقال لك قولاً فصدّقه وكذّبهم ولا تذيعنّ عليه شيئاً تشينه به وتهدم به مروّته فتكون من الّذين قال الله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ } (الآية) وعن رسول الله (ص) من اذاع فاحشة كان كمبتديها.