الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنْشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ }

{ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنْشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ } التفات من التّكلّم الى الغيبة بالنّسبة الى المتكلّم، ومن الغيبة الى الخطاب بالنّسبة الى المخاطبين وصرف للخطاب من محمّدٍ (ص) اليهم والجملة حال او معطوفة والمقصود انّه تعالى لم يمنعهم ما به يتدبّروا القول فلم يكن منه تعالى اهمال لما يحتاجون اليه فى تدبير القول لكنّهم لكفرانهم بانعم الله كفروا بمثل هذه النّعم الّتى هى اصل جميع النّعم ولم يستعملوها لما خلقت لاجله من النّظر والعبرة وتمييز الحقّ عن الباطل والمبطل من المحقّ ولذلك قال { قَلِيلاً مَّا } اى شكراً قليلاً { تَشْكُرُونَ } فلا تستعملون النّعم فى وجهها، ولمّا كان المقصود انّه لا مانع من قبله فى قبولهم الرّسالة اتى بهذه الثّلاث الّتى هى المحتاج اليها فى التّدبير والتّمييز دون سائر المدارك والقوى.