الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }

{ وَلاَ نُكَلِّفُ } عطف فيه رفع توهّم فانّه قد يتوهّم متوهّم انّه لا يمكن الجمع بين تلك الاوصاف بحقائقها، او يتوهّم انّ الفرحين بما عندهم لا يقدرون على الاقدام على الاوصاف فرفع ذلك بقوله لا نكلّف { نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } الوسع مثلّثة الواو الجدة والطّاقة يعنى لا نكلّف نفساً الاّ بقدر طاقتها او ما يسعه طاقتها بان يكون دون طاقتها { وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ } رفع توهّمٍ آخر فانّه قد يتوهّم انّ الامداد بالاموال والبنين ابطرهم فلا ينبغى ان يمدّهم الله فقال: انّ امدادنا واستدراجنا كان بسوء فعلهم ولدينا كتاب هو كتاب اعمالهم الّذى يكتبه الحفظة او كتاب هو الكتاب السّابق على وجودهم من الالواح العالية ينطق بالحقّ، نسبة النّطق الى الكتاب مجاز او لانّ الكتب العالية كلّها حيٰوة وعلم وشعور ونطق { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } بزيادة العقاب او بالعقوبة من دون استحقاق.