الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }

{ وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ } يعطون ما اعطوا من الصّدقات او من جملة الاعمال الالهيّة وقرئ يأتون ما اتوا من الثّلاثىّ المجرّد يعنى يأتون بما اتوا اى يفعلون ما فعلوا { وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } خائفة من تقصيرهم فى الاعمال لانّهم يعملون انّهم لا يستطيعون ان يجاهدوا فى الله حقّ جهاده ولا يجاهدون فيه حقّ جهادهم وفسّر فى اخبارنا هكذا وهو خائفٌ راجٍ، ونقل انّ المؤمن جمع احساناً وشفقةً والمنافق جمع اساءةً وامتناناً { أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } يعنى قلوبهم وجلة بسبب انّهم كانوا فى الرّجوع والسّلوك الى الله او الى ربّهم المضاف، او قلوبهم وجلة من انّهم يرجعون بعد الى الله او الى ربّهم المضاف مع تقصير، او قلوبهم وجلة من فوت الرّجوع الى ربّهم ومن انّه لا يمكنهم الرّجوع الى الحضور عند الرّبّ المضاف بالفكر المصطلح للصّوفيّة الّذى هو تمثّل صورة الشّيخ عند السّالك، او قلوبهم وجلة لانّهم كانوا فى السّلوك الى ربّهم المضاف وكلّما قربوا منه استشعروا بعظمته اكثر من السّابق وكلّما استشعروا بعظمته اشتدّت الخشية والهيبة منه عليهم وفى خبرٍ عن امير المؤمنين ثمّ قال: ما الّذى آتوا، آتوا والله الطّاعة مع المحبّة والولاية وهم فى ذلك خائفون ليس خوفهم خوف شكٍّ ولكنّهم خافوا ان يكونوا مقصّرين فى محبّتنا وطاعتنا.