الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي ٱلشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَٱلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ }

{ لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي ٱلشَّيْطَانُ } يعنى ليس ما يلقى الشّيطان خارجاً عن اختيارنا وان كان غير مرضىٍّ لنا وانّما خلّينا بينه وبين ما اراد القاءه لنجعل ما يلقى الشّيطان { فِتْنَةً } الفتنة الاختبار والضّلال والاثم والكفر والفضيحة والعذاب والاضلال واذابة الذّهب والفضّة والمحنة والاختلاف فى الآراء، والكلّ مناسب ههنا فانّ الكلّ يمكن ان يراد { لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَٱلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ } الّذين لم يبق لقلوبهم استعداد الصّحّة { وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } الجملة حاليّة والمراد بالظّالمين الصّنفان المذكوران، ووضع الظّاهر موضع المضمر اشارة الى وصف ذمٍّ آخر لهم والمعنى ألقى الشّيطان ذلك لنجعل ما يلقيه فتنةً والحال انّهم لا يرجى لهم الخير لكونهم فى معاداةٍ او خلافٍ بعيدٍ.