الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِّيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ فَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ وَبَشِّرِ ٱلْمُخْبِتِينَ }

{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً } يعنى لا بدع فى الأضحيّة كما يقوله العجم وتنكر اذى الحيوان ولا فى مناسك الحجّ كما يقول من لا خبرة له: انّ هذه الافعال ليست من افعال العقلاء، ولا فى مطلق العبادات كما يقوله المتصوّفة الاباحيّة لانّا جعلنا لكلّ امّةٍ منسكاً خاصّاً من القرابين والاضحيّات ومن المناسك المخصوصة فى ايّامٍ مخصوصةٍ او من العبادات والاوامر والنّواهى القالبيّة والقلبيّة والرّياضات البدنيّة والنّفسيّة { لِّيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ } قد مرّ بيان لبهيمة الانعام فى اوّل سورة المائدة، والتّعليل به للاشعار بانّ المقصود من جميع العبادات وجميع الانتفاعات والالتذاذات هو تذكّر المعبود لا غير { فَإِلَـٰهُكُمْ } يعنى ان كان متعبّداتكم متخالفاتٍ فلا ينبغى لكم التّخالف والتّباغض بسبب انّ الهكم { إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } وهذا يقتضى الاتّفاق لا الاختلاف { فَلَهُ أَسْلِمُواْ } اى انقادوا او اجعلوا انفسكم ذوات سلامة من الآفات او القيود الّتى تورثكم اللّجاج والعناد { وَبَشِّرِ } خطاب لمحمّد (ص) او لكلّ من يتأتّى منه الخطاب فيكون فى معنى وبشّروا عطفاً على اسلموا اى اسلموا له وبشّروا { ٱلْمُخْبِتِينَ } من الخبت بمعنى المكان المتّسع او من الخبيت بمعنى الحقير ولعلّ التّوصيف بالاوصاف الآتية كان باعتبار المعنيين وفسّر بالخاشعين باعتبار تحقير النّفس وبالمطمئنّ الى الله باعتبار معنى الاتّساع.