الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ حُنَفَآءَ للَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَتَخْطَفُهُ ٱلطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ ٱلرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ }

قال تعالى { حُنَفَآءَ } اى خالصين من الانانيّة والهوى ولو كان هوى الخلاص من الهوى { للَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ } تأكيد لحنفاء { وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ } باىّ نحو من الاشراك حتّى الاشراك بهوى الاجتناب من الهوى { فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ } تشبيه للمعقول بالمحسوس لانّ الانسان من سماء الاطلاق وبالاشراك والتّقيّد ينزّل عن سماء الاطلاق الى ارض التّقيّد { فَتَخْطَفُهُ ٱلطَّيْرُ } اى طير الاهوية والآمال { أَوْ تَهْوِي } عطف على خرّ او على تخطفه وهو الاوفق { بِهِ ٱلرِّيحُ } اى ريح الشّهوات والغضبات والجهالات الشّيطانيّة { فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } اى بعيد شبّه المشرك فى حالاته بمن سقط من السّماء فانّ اللّطيفة السّيّارة الانسانيّة بالاشراك والانانيّة تسقط من سماء الاطلاق الى ارض التّحدّد وبعد سقوطه الى مقام التّعيّن والانانيّة امّا يتصرّف فيها الآمال والبخل والحسد وامثالها الّتى هى تتولّد فى الانسان من تركّب الشّهوة والغضب والشّيطنة، او تتصرّف فيها الشّهوة، او الغضب، او الشّيطنة الّتى هى كالبسائط فشبّه المتصرّف فيه الآمال والسحد وامثالها الّتى هى كالمواليد بمن تخطفه الطّير والمتصرّف فيه الشّهوة وامثالها الّتى هى كالعناصر فى البساطة بمن تهوى به الرّيح فلفظة او للتّنويع لا للتّخيير فى التّشبيه.