الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ }

{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ } جملة حاليّة او مستأنفة على مجيء الواو للاستيناف او معطوفة على مقدّرٍ كأنّه قال: فمن النّاس من يسلّم ويخاف ويسلّم من هولها ومن النّاس من لا يسلّم ويجادل { فِي ٱللَّهِ } اى فى ذاته وصفاته واحكامه ومظاهره وخلفائه، ومنها المجادلة فى احكام العباد والنّظر فيها بالرّأى والاستحسان من دون اذنٍ من الله واجازةٍ من خلفائه { بِغَيْرِ عِلْمٍ } فانّ العلم بالله وصفاته واحكامه وخلفائه لا يحصل الاّ بالشّهود والوجدان وهم قاصرون فيه او بالتّقليد لصاحب الشّهود والوجدان وهم مستنكفون منه { وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ } عطف فيه معنى التّعليل يعنى يجادل بغير علمٍ لانّه يتّبع كلّ شيطان عاتٍ طاغٍ وباتّباعه لا يحصل له الاّ الجهل والعتوّ فلا يحصل له علم ولا تقليد لاهل علم.