{ وَحَرَامٌ } قرئ حرامٌ بفتح الفاء والمدّ وحرم بكسر الحاء وسكون الرّاء، وحرم بصيغة الفعل المبنىّ للمفعول { عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } قرئ انّهم بفتح الهمزة وكسرها وحرام خبر مقدّم او مبتدء مكتفٍ بمرفوعه عن الخبر وانّهم مبتدء مؤخّر او فاعل مغنٍ عن الخبر، او حرام خبر مبتدءٍ محذوفٍ والمراد بالقرية اهلها بطريق المجاز فى الحذف او المجاز فى اللّفظ والمعنى ممتنع على اهل قرية اهلكناهم عن الحيٰوة الانسانيّة عدم رجوعهم الى جزائنا وعقوبتنا او رجوعهم الى ثوابنا على ان يكون لا زائدةً او الى الانسانيّة او الى الدّنيا او ذلك المذكور من عدم ضياع السّعى حرام على قرية اهلكناها لانّهم لا يرجعون الى الانسانيّة او الى دار الثّواب، او اهلكناها لانّهم لا يرجعون عن غيّهم على ان يكون تعليلاً لاهلكناها وكون انّهم بتقدير الّلام موافق معنى لقراءة كسر همزة انّ وكان الاوفق بمقابلة القرين الاوّل بحسب الظّاهر ان يقول تعالى: ومن عمل من السّيّئات او من لم يعمل من الصّالحات سواء كان مؤمناً ام لا او من لم يؤمن سواء عمل من الصّالحات او لم يعمل فلا شكر لسعيه لكنّه عدل عنه وادّاه بحيث افاد هذا المعنى مع شيءٍ زائد وهو هلاكتهم عن الانسانيّة واهلاك الله لهم وامتناع رجوعهم الى الانسانيّة او الى دار الثّواب.