الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ }

{ وَٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا } عطف او بتقدير فعل كسوابقه وهى مريم (ع) كانت حفظت نفسها من ان ينظر الى عوراتها ومن ان يتصرّف فيها بالحلال او الحرام { فَنَفَخْنَا فِيهَا } اى فى الّتى احصنت فرجها بان نفخ رسولنا الّذى هو بمنزلة انفسنا فى جيب مدرعتها كما فى الخبر بعضاً { مِن رُّوحِنَا } الّتى هى ربّ نوع الانسان واضافتها الى نفسه تعالى لتشريفها او منفوخاً ناشئاً من روحنا { وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ آيَةً } دالّة على علمنا وقدرتنا وحكمتنا بان حملت من غير فحلٍ ومن دون زوال بكارتها وتكامل الجنين فى رحمها فى ساعةٍ واحدةٍ مثل كمال الجنين فى تسعة اشهر، وتكلّم ابنها وشهادته على طهارة امّه وعدم تولّده من السّفاح فى اوّل تولّده وشهادته على نبوّته فى ذلك الزّمان { لِّلْعَالَمِينَ } لعدم حاجتها الى عقل او تذكّر او تأمّل ونظر او تسليم وانقياد او تطهير او لبٍّ او اعتبار.