الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْغَمِّ وَكَذٰلِكَ نُنجِـي ٱلْمُؤْمِنِينَ }

{ فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْغَمِّ } يعنى من بطن الحوت او غمّ الخطيئة والمغاضبة { وَكَذٰلِكَ } الانجاء من بطن الحوت بسبب التّبرّى من الانانيّة والاستقلال بالرّأى واثبات الانانيّة لله وتنزيهه من معرفة البشر والاعتراف بالظّلم فى اثبات الانانيّة والمعرفة للنّفس { نُنجِـي ٱلْمُؤْمِنِينَ } قرئ ننجى بنونين من باب الافعال، وقرئ نجّى بنون واحدة وتشديد الجيم وسكون الياء على انّه مضارع من باب الافعال وادغم النّون الثّانية فى الجيم، او على انّه من باب التّفعيل وحذف النّون الّتى كانت فاءً او على انّه ماض مجهول منسوب الى المصدر، وسكونه بنيّة الوقف كما قيل، روى عن النّبىّ (ص): " ما من مكروب يدعو بهذا الدّعاء الاّ استجيب له " لانّ المؤمن اذا خرج من انانيّته فى جنب انانيّة الله واعترف بانّ رؤية الانانيّة فى جنب انانيّة الله ظلم ودعا الله فى هذه الحال استجيب له لا محالة لانّه يكون حينئذٍ مصداقاً لقوله تعالى: اجيب دعوة الدّاع اذا دعان، وفى خبرٍ عن الصّادق (ع): عجبت لمن اغتمّ كيف لا يفزع الى قوله تعالى: لا اله الاّ انت سبحانك انّى كنت من الظّالمين فانّى سمعت الله يقول بعقبها: فاستجبنا له ونجّيناه من الغمّ وكذلك ننجى المؤمنين.