{ وَنَصَرْنَاهُ } اى نجّيناه بالنّصرة { مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } الآفاقيّة من الآيات العظام والصّغار والانفسيّة من الواردات الالهيّة والزّجرات العقلانيّة والملكيّة والمنامات المنذرة والمبشّرة { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ وَدَاوُودَ } عطف على نوحاً او هو بتقدير فعلٍ محذوفٍ مثل نوحاً { وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي ٱلْحَرْثِ } فى الزّرع او الكرم { إِذْ نَفَشَتْ } بدل من اذ يحكمان او ظرف ليحكمان { فِيهِ غَنَمُ ٱلْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ } جملة حاليّة بتقدير قد او معطوفة على يحكمان او نفشت والاتيان بالمضارع بعد اذ وفى القضايا الماضية لجعل اذ منسلخة عن المضىّ او لتصوير الماضى بصورة الحال المشهودة، والمقصود من قوله وكنّا لحكمهم شاهدين اى عالمين او حاضرين انّ حكمهم لم يكن فى غيبةٍ منّا حتّى لا يتميّز الحقّ من الباطل عندنا، او كانا عالمين حين الحكم بانّهما كانا فى مشهدنا فلم يتفوّها بآرائهما بل بوحىٍ منّا فلا يقول أحد أنّهما حكما بالاجتهاد وخالفا احدهما الآخر كما قيل ذلك، والاتيان بضمير الجمع فى قوله لحكمهم للاشعار بانّ الحاكمين كانوا متعدّدين لانّ داود (ع) جمع جميع اولاده للامتحان، ويجوز ارجاع الضّمير الى المتحاكمين والى مجموع الحاكمين والمتحاكمين.