الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْنَا يٰنَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَٰماً عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ }

{ قُلْنَا يٰنَارُ كُونِي بَرْداً } فانّ النّار وان كانت بالنّسبة الينا جماداً لا يصحّ خطابها وامرها لكنّها بالنّسبة اليه تعالى عاقلة شاعرة مأمورة { وَسَلَٰماً } فى الخبر انّ ابراهيم بعد ما قال الله كونى برداً اضطربت اسنانه حتّى قال وسلاماً { عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ } لو لم يقل على ابراهيم لصارت برداً وسلاماً الى آخر الابد على كلّ احد ولذلك كانت تحرق غير ابراهيم وفى الخبر لمّا وضعوه فى المنجنيق التقى معه جبرئيل فى الهواء فقال: يا ابراهيم هل لك الىّ من حاجة؟- فقال ابراهيم: امّا اليك فلا، وامّا الى ربّ العالمين فنعم، وانحطّ جبرئيل وجلس معه يحدّثه فى النّار ونظر اليه نمرود فقال: من اتّخذ الهاً فليتّخذ مثل اله ابراهيم، فقال عظيم من عظماء اصحاب نمرود انّى عزمت على النّار ان لا تحرقه فخرج عمود من النّار نحو الرّجل فأحرقه فآمن له لوط، نقل انّه بعد ما اتى بابراهيم (ع) الى نمرود وعلم نمرود انّه ابن آزر فقال لآزر: خنتنى وكتمت هذا الولد عنّى، فقال: هذا عمل امّه فدعا نمرود امّه فقال لها: ما حملك على ان كتمتنى امر هذا الغلام حتّى فعل بآلهتنا ما فعل؟- فقال: ايّها الملك نظراً منّى لرعيّتك قال: وكيف ذلك؟- قالت رأيتك تقتل اولاد رعيّتك فكان يذهب النّسل فقلت: ان كان هذا الّذى يطلبه دفعته اليه ليقتله ويكفّه عن قتل اولاد النّاس، وان لم يكن يبق لنا ولدنا وقد ظفرت فشانك فكفّ عن اولاد النّاس وصوّب رأيها، ووجه عدم احراق النّار لابراهيم (ع) ما اشرنا اليه فى اوّل سورة بنى اسرائيل وفى غيرها من غلبة الملكوت على الملك وبعد غلبة الملكوت على الملك يرتفع حكم الملك فلا يحرق النّار الملكيّة الجسم الملكوتىّ.